رواية كاملة بقلم رانيا أبو خديجة من الفصل الاول الي الفصل الأخير ( احمد وسيرين )
الفصل الثاني والثلاثون
لقيتها رفعت وشها تبصلي بابتسامة بقالي كتير مشوفتهاش متوجة ليا منها
_ انا مبسوطة قوي ...بقى عندي بيبي منك على فكرة بقى هي شبهك قوي
ضمتها ليا اكتر وانا داخل لقلبي سعادة متتوصفش في اللحظة دي
_ يعني مش فرحانة وسعيدة بس عشان بقيتي اخيرا أم؟
حركت صوباعها على صدري وهي بتتكلم براحة عشان البنت متصحاش
_ توتو....سعادتي وفرحتي مضاعفة عشان الطفلة دي من الراجل الوحيد اللي في قلبي...انا بحبك قوي يا احمد خصوصا بعد ما عرفت من ريم وماما انك كنت بتحاول تعمل كل دة مع علا علشاني .. مش حب في قربها
اتضايقت وظهر عبوس فاجأة على وشي..
_ كان نفسي كل اللي خطتلة ينجح واقدر ارجعلك حقك اللي سرقوة منك بس مش عارف ازاي كل حاجة باظت في اخر لحظة
لقيتها حطت راسها على صدري تاني وضمتني بايديها الصغيرة دي اكتر وعلى وشها ابتسامة نبرة الرضا فيها وصلة من ودني لقلبي والله
_ حضڼ واحد بس منك...في ضمة بين دراعتك في ان بنتي اللي هي حتة منك بقت بخير ونايمة جنبنا دلوقتي...في احساسي دلوقتي ان ربنا راضي عني قوي كدة عشان يعوضني العوض اللي مكنتش بس احلم بية دة.
بعدين رفعتلي وشها وكملت
_ انا كنت بدعي ربنا يرزقني بطفل ونس ليا في وحدتي لقيتة اداني كل دة
بصتلها شوية وانا مش عارف هحبها اية تاني اكتر من كدة انحنيت ابوس راسها واضمها اكتر ليا وانا من جوايا بحمد ربنا على سلامتهم ووجودهم وانهم بخير ومعايا دلوقتي.
……............................
اول ما چوري بدأت تتحسن وتتحمل السفر احمد اصر نيجي هنا نزور اخواته ومامته ونطمن طبعا على مريم ومولودها ونقعد فترة بعيد عن كل الدوشة اللي مرينا بيها في القاهرة
لقيت ريم بنخبط على اوضتي ... كنت قاعدة بغير لچوري عشان ابدل هدومي انا كمان وانزل واول ما سمعت الباب قومت فتحت
_ صباح الخير يا سيرين
_ صباح الخير يا ريم ...اومال اخوكي فين صحيت ملقتوش
_ حماتك يا ستي مبهدلاه معاها من الصبح في تجهيزات السبوع ...نزل الصبح بدري يجيب طلبات قد كدة...ورجع يعلق في مدخل الدار تحت زينة و بلالين و حاجات كدة
تستمر القصة أدناه
ابتسمت بفرحة لما حسيت اهتمامهم بالموضوع ده... واخيرا لقيت حد يفرح معايا ويفرحني باني ولدت وبقيت أم
_ اومال ايه اللي معاكي دة؟
_ اه كنت هنسى ...دول يا ستى احمد اخويا كان هيطلعهملك هو بس امي مسكت فية تحت فقالي اطلع ادهوملك وتلبسي واحدة منهم قبل ما تنزلي
خلصت اللي في ايدي وقربت وانا عيني عالشنط يا ترى جايبلي ايه وعايزني البسة في السبوع
_ وريني كدة
فتحت الشنط لقيت عبايات شكلها حلو قوي والوانها جميلة امممم بس طبعا واسعة تشبة العبايات اللي شفتها على ريم ومريم
_ اللة...تحفة يا سيرين وريني كدة
فتحت الشنطة التانية لقيت فيهم طرح
_ اخوكي جايبلي طرح
_ بيقولك البسي واحدة منهم وانتي نازلة
ابتسمت لما افتكرت اما كنا هنا المرة اللي فاتت وكنت علطول البس عباية مريم وطرحتها وكتير كنت اقولة نسيتها وكان وقتها يتنرفز عليا
_ هسيبك تلبسي بقى وانزل اساعد امي و مريم في باقي التجهيزات اللي تحت
نقيت منهم احلى عباية لأ كلهم اصلا حلوين...دة ذوق احمد وكفاية انها حاجة منه وانة في كل الزحمة دي افتكرني كدة ...لبستها ولفيت المرادي الطرحة لفة حلوة قوي غير اما كنت بحطها يدوب على شعري بس ....حاسة فعلا شكلي بقى حلو قوي كدة .... انا لما انزل لازم اخلية يصورني كدة
اخدت البنت على درعاتي و نزلت واول ما وصلت الدرج الأخير ...ابتسمت اما شفتة طالع على سلم خشبي المتنقل دة و في ايدة حبال الزينة و ريم مسكالة بلالين تناولهالة
_ هنا يا امي كويس؟!
_ لأ فوق شويه
_ يا امي ماهي كدة كويسة عشان تبقى على نفس خط التانية
_ كدة هتبقى قريبة من ايادي العيال يقطعوها ...خليها فوق شوية
ڠصب عني ضحكت بصوت وانا بنزل على اللي مامتة بتعملة فية وهو اصلا مبيحبش يزعلها ابدا ومش ممكن يقولها تعبت او كفاية كدة
لقيت اللي بيلتفت على صوتي يبصلي وهو متشعلق فوق كدة وفاجأة ظهرت على وشة ابتسامة مش عارفه لية قلبي طار لما شفت بحلقتة فيا كدة لجروب روايات رانيا أبو خديجة حسيت اني احلى واحلى
_ بسم الله ماشاء الله اية العبايات الحلوة دي يا سيرين ... جيباها منين؟
_ احمد يا مريم جبهالي
كنت بتكلم وانا عيني في عينة ...لقيتة نزل السلم بتاعة دة بسرعة وقربلي اخد من ايدي جوري وقرب يهمسلي
_ هتصدقي لو قولتلك اني اول ما شفتهم في المحل تخيلتهم عليكي ..
وبعدين مرر عينة عليا كلي
تستمر القصة أدناه
_ بس للأمانة عليكي دلوقتي احلى حتى من خيالي
ابتسمت بكسوف لما لقيت اخواتة مركزين معانا بعدين قربت اهمسلة انا كمان واخد البنت منه لما لقيتة طول في نظراتة دي
_ طب يلا هات جوري وكمل اللي كنت بتعملة
اداني البنت بابتسامتة دي وعيني في عينة
_ ماشي...بس اقعدي هنا لحد ما اخلص
هزيت راسي بمعنى ماشي وفعلا قعدت لحد ما خلص والناس بدأت تيجي ...كل جيرانهم تقريبا كانوا هنا وستات البلد الطيبين دول كانوا واقفين كلهم مع والدتة ...وبيهنوها والجميل هنا ان كل واحدة تيجي تبارك تدعي لينا دعاء حلو قوي زي( مبروك يا ام احمد يتربوا في عزك يا رب وعز احمد ....مبروك ما جالكم يا ام أحمد يتربوا في عزوكوا وتشوفي عيالهم وعيال عيالهم يا غالية)....وبدأوا في السبوع ومريم وجوزها كانوا مبسوطين قوي وانا كمان طول الوقت كنت مع احمد وبعمل كل حاجة وهو جنبي حسيتة هو كمان فرحان قوي انا كمان مبسوطة قوي بالطقوس اللي بتحصل هنا دي حسيت اني بين اهلي بجد وكل فرد هنا بيحبنا
وبدا أحمد يوزع على الاطفال الموجودين حاجات السبوع و على وشة ظاهرة فرحة انا اكتر واحدة هنا حاسة بيها لانها متقلش حاجة عن فرحتي ...مظاهر الفرحة هنا حاجة تانية ...فعلا كان لازم نيجي ونعمل كل دة ...انا محستش بفرحتي قد ما حسيت بيها دلوقتي
……............................
بعد فترة طويلة من قعدتنا هنا وقد اية راحة نفسية كنت محتجاها انا وهو بعد كل اللي مرينا بية.... كل يوم الصبح اصحية بدري بالعافية وننزل نتمشى في احلى جو واحلى خضرا وهواء كلة ندى ... انا بعشق كل حاجة وكل نسمة هوا هنا....
احمد كان مواظب معايا في اول أيامنا هنا لكن بعد كدة بقى يكسل وينام فانزل انا وريم ومامتة بما انها بتصحى بدري بتيجي معانا ونقضي يومنا وفطارنا في الارض وهو يصحى على الفطار وييجي يقعد معانا.
خلصت من شوية تجهيز الغدا مع ريم ...مامتة وريم علموني حاجات كتير قوي غير كمان اللي كنت اتعلمتة منهم المرة اللي فاتت ....خرجت برة البيت بعباية من العبايات اللي جبهالي قبل كدة وصراحة بقيت متعودة عليهم وكل اما انزل او ابقى خارج اوضتنا لازم احط واحدة منهم عليا لجروب روايات رانيا أبو خديجة...ولفيت طرحة على شعري صراحة قعدتي هنا مع ريم كتير حببتني اني اعمل زيها ومبينش حاجة من شعري طول ما انا برة البيت والحمد لله احمد قالي ان شكلي احلى في الحجاب وفرح قوي وشجعني جدا عليه وان حتى لو نزلت القاهره احاول التزم بية....وقفت قدام البيت ادور عليهم بعنيا .... ابتسمت لما لقيتهم قاعدين على فرشة بيقولوا عليها حصيرة في الارض اللي قدام البيت علطول اللي عرفت بعدين انها بقت ارضهم دلوقتي..حكمت الطرحة على راسي واتمشيت اروحلهم
_ فانا بقى قولتله ان انت تروحلة بكرة وتربط معاه كلام
_ چوري تعالي هنا متبعديش ...طيب يا امي هاخد بكرة العربية بالحمار واروح اجيبلك اللي انتي عايزاه
تستمر القصة أدناه
_ واني هشيع عمك متولي يملى عربيتين كمان ويجيبهم خلي الارض تبقى حلوة كدة وزرعها يطرح...الحق بنتك يا احمد سحفت وراحة ناحية الترعة
قومت اجري ورا اللي مبتريحش دي تبقى قاعدة في حجري وفي لحظة القيها بتسحف بايديها ورجليها وكأنها بتسابق نفسها...لو سيرين جت وشافتها هدومها كلها تراب كدة هتقلب الدنيا ومحاضرة من هنا لبكرة
_ تعالي هنا رايحة فين امك تيجي ترمينا في الترعة سوا بمنظرك دة
شيلتها وقربت لقيت امي بتضحك عليها واخدتها من ايدي تنفضلها هدومها من الترابة اللي عليها
_ انتي يا بت انتي طالعة لأبوكي وهو صغير مكنش يقعد في حتة كدة برضة
_ هاتيها يا امي هاتيها اعدلها هدومها دي احسن سيرين لو شافتها كدة مش هيكفيها محاضرة من هنا للمغرب
لقيتها جايه خارجة من البيت وهي بتعدل طرحتها على دماغها
_ هاتيها يا امي هاتيها ...اهي جت اهي
_ ايه يا ماما مش هنتغدا
_ خلصتوا الغدا يا ضنايا
_ ايوا انا طفيت عليه اهو وريم بتعمل السلطة
قامت وقفت
_ طيب هقوم الحق العصر تكون ريم خلصت وتكونوا حطيتوا الغدا
قعدت مكانها جنبهم في الهوا واخدت البنت من ايدة لقيت ايديها كلها تراب وهدومها
يا دي النيله انا عارف هي هتقول ايه ...ايه يا احمد دة ...بذمتك دة منظر
_ ايه يا احمد دة ... بذمتك دة منظر...يعني اسيب البنت معاك نص ساعة ارجع القيها كدة
_ ولا كلمة الله يخليكي انا مصدع لواحدي ...هقوم انا اغيرلها هدومها واخلص
_ شكرا مش عايزة منك حاجه...هقوم انا احميها و اغيرلها
وفعلا اخدت البنت ودخلت...ابتسمت الحمد لله هربت من محاضره النهاردة عن كيفية الحفاظ على الست چوري وملابسها من التراب ..فردت جسمي على الحصيرة في الهوا الجميل دة مع ريحة الزرع اللي رايحه وجاية تشفي العليل دي وتريح التعبان
حطيت ايدي تحت دماغي و غمضت عيني اهو الواحد يقيل شوية على ما يحضروا الغدا ..اتغدا واخد عربية عم متولي بالحمار اروح اجيبلها اللي هي عايزاة وبعدين ....
قطع حبل افكاري وترتيبي وانا مغمض عيني الصوت الغريب عن لهجة البلد دة
_ سلام عليكم...من فضلك متعرفش ازاي اوصل لمنزل السيدة سيرين بهجت كامل؟
فتحت عيني على الصوت اللي بيسال عليها وعلى اسمها دة لقيته استاذ محترم كدة ولابس بدلة وفي ايدة شنطة تشبه شنطة العمل والشغل ...قومت وقفت
_ خير يا فندم
_ منزل السيدة سيرين قالولي انها متزوجة هنا بس الحقيقة مش معايا عنوان البيت بالتفصيل
تستمر القصة أدناه
_ انا ابقى زوجها ...خير مين حضرتك..وعايز سيرين في ايه
لقيته اتنهد وابتسم
_ الحمد لله حضرتك زوجها ابقى انا كدة وصلت ..ياراجل قاعدين في اخر البلد ولا ايه ...دة انا بلف عليكم من الصبح
بصتلة باستغراب و قلق... مين دة وعايز سيرين في ايه,؟!
….........................
_ تعالي يا سيرين... تعالي يا حبيبتي
دخلت على استحياءوكسوف مخالط للقلق باين على وشها وجت قعدت جنبي
_ خير يا احمد مين الاستاذ وفي ايه؟
_ الاستاذ مُصر ميتكلمش الا لما انتي تبقى موجودة
بعدين بصتله
_ خير يا استاذ...تقدر حضرتك تتكلم بقى وتقول في ايه؟!
_ مدام سيرين... حضرتك طبعا على علم پوفاة ابنت عمك المرحومة علا محفوظ و اكيد برضه على علم پوفاة ابن عمك شريف بعد تنفيذ حكم الاعډام فيه لتسببه پقتل اخته مع سبق الاصرار والترصد .
بصيتلها لقيتها ملامحها اتخطفت دايما اول ما بتيجي سيرتهم ...اخر حاجه وصلتلنا عنهم الحكم بالاعډام على شريف بعد ما التحقيقات اثبتت انه كان متعمد قټلها كونة متربصلها في الشركة وصوته في تسجيلات المكتب الخاص بالسكرتير بتاعها اللي توعدلها فيه پالقتل وهو بيزقها ...رغم كل اللي عملوا فيها لكن كل ما تيجي سيريتهم بلاقي جسمها تلج و انكماش ظهر عليها
_ هو حضرتك بتفكرني بكل دة ليه دلوقتي...عايز مني ايه
لقيتها بتقولها بعصبية وقلق حطيت ايدي على ايديها اهديها
ووجهت كلامي لية
_ حضرتك برضة مقولتش عايزنا في ايه
سكت شوية بعدين بصلها
_ مدام سيرين..انا اسف عمك تعيشي انتي
لقيتها شهقت بخضة كدة ...بقت اي حاجه متعلقة بسيرتهم وبيهم تخض
بعدين بصتلي بعيون حزينة حيرانه
_ سلام عليكم...يا مرحب يا مرحب
قومت اخد صينية الشاي من امي ...لاحظت سيرين ووضعها لقيتها قربت منها وبصت للاستاذ دة
_ في ايه مالك يا بنتي ... هو مين الاستاذ يا احمد وعايز من مراتك ايه؟!
_ الاستاذ يا امي جاي يبلغها پوفاة عمها
_ لأ مش بس كدة يا استاذ احمد... الحقيقة انا جاي ابلغها كمان ان من بعد ۏفاة عمك يبقى حضرتك الوريثة الوحيدة لثروتة بعد اولادة
يتبع