رواية راائعة للكاتبة سارة المصري مكتملة ( مذاق العشق المر )

موقع أيام نيوز


ما تتخيل 
اركبي يا ايلينا مش هطمن عليكي تروحي لوحدك فى وقت زي ده 
رمقته فى دهشة هل يعني ما قاله حقا هل يخشى عليها بالفعل و أصابه نصيب من دهشتها فهو لا يعرف كيف خرجت منه تلك الكلمات بهذه البساطة فلم يمهل لتأثيرها وقت ليمحوه تماما قائلا 
متنسيش انك أمانة فى رقبتي ولازم احافظ عليكي 
تنهدت وهي ترفع رأسها في شموخ تخفي به خيبة أملها بجملته التالية فتحت باب السيارة لتجلس الى جواره ولم يتفوه أحدهما بكلمة طيلة الطريق فكل منهما كان شاردا فى عالمه الخاص 

هي تفكر ببوادر الأمل التي لاحت بوضوح فى تلك الليلة فقط تمنت لو فتح قلبه وأخبرها بما يشغله تمنت لو شاركته أحزانه أحلامه كل حياته أغمضت عينيها فى قوة لم يعد هناك داع للانكار هي بالفعل تحبه 
أما هو فجزء منه يفتك به الغيظ يقاومه جزء آخر يحمل لها انفعالات أخرى لا يجد لها مسما مشاعر لم يختبرها مسبقا وليس لديه أدنى فكرة ليفك طلاسمها لم يعد يعرف الى أين تأخذه ولكن ربما ترك لها يده وتنازل عن جزء من غروره وعناده والبداية قراره من هذه الليلة ألا يقرب الخمر مجددا 
ارتفعت ضحكات الفتيات وهن يفترشن أرض حديقة قصر البدرى بعد انتهائهن من تناول الغداء الذي دعا محمود عائلة ايلينا اليه أخذن يتبادلن الحديث والذكريات في سعادة وأكثرهن مرحا بالطبع كانت صوفيا بطفولتها المعتادة تابعتها سمر في تمعن لا تشعر بالراحة مطلقا لوجود تلك الفرنسية الفاتنة التي لاحظت أكثر من مرة نظرات زين المبهمة اليها لم تتحمل وجودها أكثر فنهضت تاركة المكان تماما لم يتأثر الجمع بغيابها واستمرت الفتيات في حديثهن حيث قالت صوفيا وهى تميل الى ايتن فى عبث 
واااو شكله بيحبك أوي 
التفتت لها ايتن تسألها في توتر 
قصدك مين 
أشارت صوفيا برأسها باتجاه حسام الذى أخذ يسترق النظر اليها بين الحين والاخر كمراهق غر فزفرت ايتن فى ضيق 
بس يا صوفيا انتي كمان الله يكرمك 
عقبت ايلينا وهى تتناول تفاحة من طبق الفاكهة أمامهن والله حسام شاب محترم وطيب وناجح جدا في شغله وبيحبك كتير يا ايتن 
عقدت ايتن حاجبيها وهي تهتف فى ضجر 
غيرو السيرة الزفت دي ممكن 
وحين همت صوفيا بالرد رمقت زين يمر من الحديقة الى الجانب الخلفي من المنزل فتنحنحت وهي تنهض فى خفة قائلة 
عن اذنكو شوية وراجعة 
ولم تمهل سؤال ايلينا الوقت لتسمعه 
على فين صوفيا 
ونظرت الى الشال الذى نسته كالمعتاد وهى تتمتم فى ڠضب 
برضه صوفيا نسيتيه البنت دى مش معقولة 
تبعته حتى وجدته يقف أمام حوض صغير للزهور تتوسطه زهرة حمراء مميزة وهو يمسك بخرطوم مياه ويبدأ فى ريه اقتربت وتنحنحت لتلفت انتباهه فالټفت لها لحظة ثم أشاح بوجهه فابتسمت وهي تقترب من الحوض أكثر قائلة 
الله حلو الحوض ده اوووى انت اللى بتهتم بيه على طول 
رد فى اقتضاب أيوة 
همست وهى تشير بسبابتها تجاهه 
الوردة دى شكلها مميز اسمها ايه 
كاد زين ان يلتفت اليها ولكنه تراجع وأجابها 
مبهتمش اسمي الورد 
قالت وهى تقترب تتأمل الوردة فى اعجاب 
بس وردة مميزة زى دي لازم يكون ليها اسم 
لم يرد فسألته في احراج 
زين هوانت ليه مش بتبصلى وانت بتكلمني 
عض على شفته السفلى يجيبها في حذر 
لو قلتلك مش هتزعلى 
عقدت صوفيا ساعديها تجيبه ببساطة 
مش هزعل أوعدك 
رد دون ان يلتفت اليها 
بصراحة مش قادر أبصلك وانتي لابسة اللى انتي لابساه ده 
احمر وجهها خجلا نظرت الى جسدها في بطء الى قميصها عاري الذراعين والكتفين فتذكرت الشال التي أعطته له ايلينا وطلبت منها ارتداؤه ونسيته كعادتها في نسيان كل شىء فطرقعت اصابعها وقالت 
طيب ثوانى 
وركضت كالأطفال لتعود اليه بعد لحظات وهى تغطي ذراعيها وصدرها بالشال ابتسمت وهى تحكم اغلاقه عليها 
كدة تقدر تبصلي 
أفلتت منه ضحكة صغيرة رغما عنه وهو يسألها 
صوفيا انتي عندك كام سنة 
ردت دون أن تدرك ما يعنيه 
واحد وعشرين سنة بالظبط 
اتسعت ابتسامته لتسأله فى فضول 
شكلي أكبر من كدة 
اتجه ليغلق صنبور المياه والټفت اليها أخيرا نافحا اياها نظرة باسمة وهو يجيبها 
بالعكس شكلك بالكتير تمنتاشر سنة 
شعرت لأول مرة ببراءة نظرة رجل لها شعرت برقيه وبالفعل أحبت اشاحة نظره عنها وعدم تدقيقه فى وجهها وملامح جسدها أحبت اخلاقه اختلافه التام عنها وهو كان يقاوم بشدة سعادته من هذا القرب يود أن يعرف أكثر عنها كل شىء يتعلق بتلك الحورية التى تدخله الجنة بمجرد نظرة واحدة من عينيها هاتين لم يعد يهتم بالطريق الذى تأخذه اليه فلتأخذه الى جنتها أكثر ليغرق في نعيمها نظر اليها لحظات قبل أن يسألها 
صوفيا هو انتي اهلك ازاى موافقين تسيبيهم وتيجى تعيشى مع بنت خالتك وفى بلد لوحدك على حسب ما قولتي والدك مصرى ازاي يقبل بحاجة زى كدة 
مررت يدها فى شعرها وجذبت بعض خصلاته كعادتها ان توترت خفضت رأسها للحظات قبل ان تهمس فى حزن لم يعد يهتم بتفسير تأثيره عليه 
ممكن اقولك بعدين 
وأحكمت الشال اكثر على جسدها وهى تقاوم ارتجافة ألمت بجسدها فجأة 
وفى مكان آخر نهضت ايتن من جوار ايلينا لترد على هاتفها تركتها وحدها لتشرد فيما حدث منذ أيام فؤاد ابن عمها قد تجاوز حدوده بالفعل ظهر في البداية مطالبا بالمنزل الذى يقيمان فيه فالطابق باكمله عبارة عن شقتين مملوكتين للعائلة والذى لايعلمه فؤاد هو أن جده قد كتب هذا المنزل باسم سمير قبل ۏفاته كتعويض له فهو لم يرث أي شىء من أمواله الطائلة التى استولى عليها اخوته بتوكيل عام حرره لهم فى مرضه عاد فؤاد بعد زمن يطالب بحقه فى المنزل رغم عدم حاجتة اليه فقد أورثه أبوه الكراهية لعمه مع المال الطائل الذى تركه له ولكن كل شىء تغير حين رأى ايلينا بقوتها وتحديها له فتغيرت وجهته تماما اليها هي وطلب من عمه الزواج بها ولكنها رفضت بقوة لتبدأ ملاحقاته ومضايقاته لينال موافقتها غير مبال بخطبتها لاخر 
سرحانة فى ايه 
شعرت بصوته فرفعت رأسها اليه تجيبه فى حزن 
ولا حاجة متخدش فى بالك 
قطب جبينه فى اهتمام نافيا اجابتها 
ولا حاجة ازاي شكلك متضايق لو عندك مشكلة قولى يمكن اقدر اساعدك 
نهضت لتقف أمامه تخبره بما تتمنى أن ينكره 
عايز تفهمنى انه هيفرق معاك اصلا انت ما بتصدق تلاقى حاجة تضايقنى 
تراجع خطوة للخلف لقد توقف عن مضايقتها توقف عن اغراقها فى العمل كعادته علاقته بها لم تكن كأى خطيبين ولكن كانت هناك هدنة على الاقل في الوقت الحالي أشاح بوجهه يهمس في ألم 
للدرجادى ايلينا شايفانى انسان وحش 
تنهدت فى عمق وهي تهمس في حب لم تشعر بمعانقته لنبرتها 
لو كنت شايفاك انسان وحش مكنتش ارتبطت بيك يا يوسف 
ابتسم فى شرود 
وبعد اللى عرفتيه عني بتشوفينى كويس 
ابتسمت قائلة 
احساسى قالى انك ممكن تتغير واحساسى مش هيكدب عليا ابدا 
الټفت لها بابتسامة صافية فبادلته ابتسامته لأول مرة دون تهكم او اصطناع أو تحدى أو أي شىء من هذا القبيل ابتسامة كانت كافية لتجعل قلب يوسف يستجيب لنبضاته لأول مرة دون مقاومة 
زين زين 
قالتها سمر في عڼف فالټفت لها زين الذى كان لازال شاردا فى الطريق الذى رحلت منه صوفيا رد فى ضجر وهو ينظر الى سمر الذى أصبح يعاملها بجفاف منذ ما كادت ان تتسبب به بينه وبين والده 
نعم فيه حاجة 
كټفت ذراعيها وردت فى حدة 
الخواجاية دى كانت عايزة منك ايه 
تراجع فى دهشة فواصلت 
نظراتها ليك طول الوقت مش مريحانى
والنهاردة كمان كانت 
قاطعها هذه المرة فى حدة قائلا 
كفاية يا سمر صوفيا ضيفتنا عيب تتكلمى عنها كدة 
اقتربت منه خطوتين وهمست في رقة اعمل ايه يازين بحبك وبغير عليك 
زفر زين في حنق من أين جاءت تلك الفتاة بكل تلك الجرأة بل الوقاحة لم يعهدها هكذا مطلقا فهتف فى استنكار 
تانى احنا مش قفلنا الموضوع ده خلاص 
ردت فى اصرار غريب 
تانى وتالت ورابع زين ارجوك ادينى فرصة مادام مفيش حد فى حياتك 
وفجأة لاحت صورة حوريته أمامه وكأنها تنفى ما قالته سمر نفيا قاطعا ولكنه تجاهل هذا ليخبرها
فى جديه 
شوفى يا سمر انتى بنت عمى وعارفة انا بعزك اد ايه انتى اختى ومفيش اخ بيتجوز اخته ولا ايه 
ردت والدموع تلمع بعينيها 
حرام عليك يا زين ليه تعمل فيا كدة 
تنهد زين في نفاذ صبر 
لاحول ولا قوة الا بالله سمر افهمينى هيبقا حرام عليا لو اتجوزتك وظلمتك معايا انتى بكرة ربنا هيكرمك بحد يحبك ويقدرك 
ردت وصوتها ېتمزق من النحيب 
انا مش عاوزة غيرك انت يا زين حتى لو هتظلمنى انا راضية بالظلم مادام هبقا معاك 
كان لايدرى حقا ماذا يفعل لها هي اخته ولا يمكن ان ينظر اليها الا هكذا فهتف فى قسۏة متعمدة 
الموضوع منتهى يا سمر ومش هنفتحه تانى فاهمانى 
نظرت له فى خيبة امل وانطلقت تركض من امامه تاركة داخله اسئلة شتى هل كان الأمر سيتغير لو لم تظهر صوفيا فى حياته هل كان رد فعله سيختلف لم يكن يخطط ابدا للزواج عن حب كان سيتزوج زواجا تقليديا بحسابات العقل فقط وربما ترك الأمر برمته لأمه لتبحث له عن الزوجه المناسبة ولكن كل هذه الموازين قد انقلبت فى لحظة فلم يعد العقل وحده كافيا لاقناعه القلب الذى يتحدى المنطق وكأنه يختار الصعاب ليعشقها عاد الى نظرة الحزن فى عينى صوفيا فزادت حيرته وتمنى لو عرف عنها الكثير والكثير وبالفعل فى الصباح كان على مكتب ايلينا يتحجج بمراجعة بعض الملفات أخذ يدور فى الحديث ولا يعرف من أي زاوية ينفذ الى غرضه حتى وجدها فتسلل منها 
بس صوفيا مش شبهك خالص يا ايلينا حاسس ان انتو الاتنين اتربيتو بطريقة مختلفة رغم انكو قرايب 
شعرت ايلينا باهتمامه بصوفيا كما شعرت بميلها اليه وفى نفسها تمنت لو كان كل منهما للاخر فزين بالفعل قادر على انتشال صوفيا مما هى فيه ردت وهى تعرف انه يدور حول السؤال ليس اكثر فعلا 
حك ذقنه بسبابته قائلا 
هيا اهلها فين وازاى سايبينها كدة 
شبكت ايلينا اناملها امام وجهها تخبره في حزن 
دى حكاية طويلة وتوجع القلب بجد توجع القلب بجد يازين 
فى تلك اللحظة كان يوسف يخرج من مكتبه واخر ماسمعه هو عبارة ايلينا الاخيرة ورأى اخاه ينظر لها فى تأثر واضح وتركيز وهو يكاد يلتهم ملامحها
بعينيه او هكذا خيل له ليضرب بداخله هذا الاعصار أعاصير ونيران وزلازل وكل الكوارث الطبيعية التى تصيبه حين يراها تحادث اى رجل حتى وهو يوقن انها لاتتجاوز اى حدود مشاعره تصيبه بالدهشة مالذى يتطور بداخله تجاهها ماهذا الشعور السخيف الذى الم به وهو يراها تحادث زين ربما لأنه يرى زين هو الانسب لها او يشك انها تراه كذلك تنحنح حتى لايظهر عليه الانفعال وقال 
ازيك يا زين كنت عاوز حاجة 
نهض زين وهو ينظر الى ايلينا يابتسامة زادت من
سخط
 

تم نسخ الرابط